بسم الله الرحمن الرحيم
في المقالين السابقين إعلانات حسوب: تجربة ورأي وإعلانات حسوب: تجربة ورأي 2 كان الحديث حول شرح استخدام منصة حسوب الإعلانية للناشرين في المقال الأول والمعلنين في المقال الثاني، وبعد هذه التجربة كناشر ومعلن تشكلت لديّ رؤية حول هذه المنصة ومن المهم أن أشاركها لأشيد بالجوانب الإيجابية وأقدم نصائح واقتراحات بالنسبة للجوانب السلبية من وجهة نظري، وفي البداية أريد أن أنوه إلى أن ما سأطرحه في هذا المقال يمثل وجهة نظري الشخصية فقط ولا ألزم بها أحد.
كانت بدايتي كناشر في حسوب قبل شهر وعدة أيام وكنت قد ذكرت في مقال سابق بعنوان هل إعلانات حسوب بديل مناسب لجوجل ادسنس؟ بأني وخلال أيام قليلة من نشر إعلانات حسوب في موقعي لاحظت بأن الإعلان الوحيد تقريبا الذي يظهر لي شخصيا هو لموقع خمسات التابع في الأصل لمجموعة حسوب، وقد بين مدير التسويق في حسوب أن السبب هو أن أغلب المعلنيين يختارون استهداف الدول العربية وتواجدي في إيرلندا يحول دون ظهور الإعلانات الأخرى لدي، وبعد تجاوز هذه النقطة تبقى نقطة جوهرية أخرى لاحظتها شخصيا كما أشار إليها الكثيرون تعليقا على مقالي السابق في احدى المنتديات وهي أن أرباح الإعلانات منخفضة جدا وهو ما عزاه المدير التسويقي لحسوب لانخفاض سعر النقرة التي يحدده المعلنون أنفسهم.
وقبل الانتقال للحديث حول التجربة الإعلانية والتي ستأخذ الجزء الأكبر من هذا المقال أود أن أقدم نصيحة لحسوب بسرعة إيجاد الحل بالنسبة لنقطة انخفاض أرباح الناشرين، شخصيا لا أعلم ما هي الآلية التي تتخدذها حسوب بالنسبة لسعر النقرة الواحدة ولكن يمكن أن تحفز المعلنيين على زيادة سعر النقرة مقابل الحصول على مزايا أكثر مثل الأولوية في ظهور الإعلان لصاحب السعر الأعلى وغيرها من الميزات.
أما الجانب الأخر من التجربة فيتعلق بالإعلان في حسوب، وللإعلان في حسوب أشكال متعددة؛ فهناك الإعلانات النصية والبانر وكذلك إعلانات الفيديو وHTML ويمكن للمعلن أن يختار بينها وقد قمت شخصيا بتجربة أول نوعين فقط وهما الإعلانات النصية والبانر الإعلاني.
كان أول إعلان أضفته عبارة عن بانر بمقاس 60*468 وقد لاحظت بأن عدد مرات عرض الإعلان منخفض نسبيا بالإضافة إلى أن عدد النقرات ضعيف جدا، وبالطبع فإن هناك عوامل كثيرة قد تكون سببا لذلك منها تصميم البانر أو عدم وجود مهتمين بمادة الإعلان أو أن النص الإعلاني المستخدم في البانر غير مفهوم وغيرها من العوامل المختلفة، ولكن اتضح لي أيضا بأن عدد مرات العرض يعتبر منخفض جدا مقارنة بالإعلانات النصية وذلك بعد إضافة أول إعلان نصي، فبمراجعة الإحصائيات لكلا الإعلانيين في هذه اللحظة عند كتابتي لهذا المقال وجدت أن عدد مرات العرض للبانر هي 36235 وعدد النقرات 15 نقرة فقط وبذلك تكون نسبة النقر إلى الظهور 0.04%، أما الإعلان النصي (ومن الضرورة أن أوضح بأن مادة الإعلان النصي المقصود مختلفة عن مادة الإعلان الأول) فعدد مرات الظهور بلغت 640256 وعدد النقرات 419 نقرة أي أن نسبة النقر إلى الظهور تمثل 0.06%، والملاحظ بالمقارنة بين احصائيات الإعلانين أن نسبة النقر إلى الظهور متقاربة ولكن الفرق الشاسع هو في عدد مرات الظهور والتي أدت إلى هذا الفرق الكبير أيضا في عدد النقرات، وهناك نقطتان في نظري قد تكون احداهما أو كلاهما سببا في ذلك، والنقطة الأولى تتعلق بالناشرين؛ فربما أن عدد الناشرين للمساحة الإعلانية 60*468 يكون منخفضا مع أني قد لاحظت في موقعي أن الإعلانات النصية تظهر لي في هذه المساحة على شكل إعلانيين نصيين بجانب بعضهما، والسبب الأخر يتعلق بالمعلنين فقد يكون هناك عدد كبير من المعلنيين لهذه المساحة مما يتسبب بتزاحم الإعلانات المختلفة.
قد ذكرت في المقال السابق أنه عند إضافة الإعلان تكون حالته “غير نشط” حتى تتم مراجعته واعتماده من قبل المسؤولين وهذا أمر طبيعي، ومن الضروري أن أشير إلى أن اعتماد الإعلان وتنشيطه يتم في أقل من 24 ساعة بل واحيانا في مدة لا تتجاوز ساعات قليلة، ولكن أخر إعلان قمت بإضافته تم رفضه من قبل حسوب وهذا أمر لا بأس به إن كان الإعلان يخالف الشروط المنصوص عليها إلا أنه لو تضاف خاصية كتابة سبب الرفض سيكون الأمر أكثر وضوحا للمعلن.
من النقاط الإيجابية بالنسبة للإعلان في حسوب سهولة الاستخدام، فكل شيء واضح للغاية، حيث تبدأ العملية بإضافة الرصيد وتتوفر طرق مختلفة لذلك، ومن ثم يمكن إضافة الحملات الإعلانية والإعلانات بداخلها بطريقة سهلة كما شرحته تفصيليا في المقال السابق، كما أن سهولة وفورية إيقاف الإعلان بالإضافة إلى ما لاحظته من تناقص عدد النقرات في بعض المرات مما يدل على أن هناك عملية حذف للنقرات غير الصحيحة وغير الشرعية كلها نقاط إيجابية بالنسبة لهذه المنصة.
مع وجود المزايا الجيدة في منصة حسوب الإعلانية إلا أن لدي ملاحظات واقتراحات يمكن أن تتطور هذه المنصة إلى الأفضل، فعند إضافة إعلان بانر مثلا لا يوجد خيار لتعديل صورة الإعلان وهي نقطة أراها مهمة فالبعض قد يرغب بتغيير البانر الإعلاني لأسباب مختلفة وإذا كان السبب أن الإعلانات تحتاج إلى اعتماد من قبل حسوب قبل عرضها فيمكن أن لا تعرض الصورة الجديدة للإعلان إلا بعد اعتمادها من قبل المسؤولين، والنقطة الأخرى الأكثر أهمية تتعلق بالاحصائيات، فالملاحظ هو وجود ضعف في الاحصائيات المقدمة للمعلن، فالاحصائيات دائما ما يتم الاعتماد عليها من قبل خبراء التسويق لمعرفة الكثير من الأمور، فنسبة النقر إلى الظهور الخاصة بدولة معينة قد يكون لها مدلولات تسويقية تجعل الجهة المعلنة تركز أكثر على هذه الدولة، وكذلك وجود احصائيات لعدد مرات ظهور الإعلان بالنسبة لكلمة مفتاحية واحدة يساعد المعلن على التعرف على الكلمات المفتاحية الأكثر نجاحا بالنسبة للإعلان، وبالطبع فإن هناك الكثير من الاحصائيات التي تشكل أهمية للمعلن وينبغي توفيرها لتحقيق أقصى فائدة من الإعلان، وتتطوير الاحصائيات يصب أيضا في مصلحة حسوب لأن ذلك سيجعل من المنصة أكثر استخداما خصوصا من الجهات الكبرى التي تهمها كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالإعلان.
وفي النهاية أود أن أضيف اقتراح يتعلق بإضافة خاصية تمكن المعلن من جدولة الإعلانات بحيث تظهر في أيام وساعات محددة فقط، فربما يرغب المعلن أن تظهر الإعلانات في عطلة نهاية الأسبوع أو في ساعات محددة من النهار مثلا وإضافة هذه الميزة سيضيف نقطة إيجابية إلى منصة حسوب الإعلانية.
خلاصة القول بأن منصة حسوب الإعلانية مشروع عربي جيد ينبغي دعمه وتشجيعه من الجميع، وكغيره من المشاريع فإن هناك نقاط قوة وضعف فيه فينبغي من الجميع أن يعرض هذه النقاط ويبين مكامن الخلل وبالمقابل فإن على إدارة حسوب أن تستجيب للملاحظات التي يطرحها المستخدمين لأنهم الطرف الأقوى وتحقيق رغباتهم هي الغاية بما يصب في النهاية في مصلحة حسوب نفسها.
كان هذا المقال والمقالين الذين سبقوه خلاصة تجربة شخصية لإعلانات حسوب وقد حاولت ملاحظة الأمور بدقة ولكن لا يمكن ضمان الدقة في كل شيء فأنا اعتذر من القارئ ومن مجموعة حسوب في حال وجود نقاط غير صحيحة أو غير دقيقة.
فعلا حسوب مشروع عربي ينبغي دعمه… لكن للأسف فهو لا يقبل بعض المواقع متل Blogspot بالرغم من أن لها جمهورا واسعا